تقديم
فى إطار ما تهدف إليه وزارة التربية والتعليم من تطوير فى الأداء والمنتج، وإيماناً من الوزارة بأهمية ممارسة الأنشطة التعليمية وكونها الطريق الصحيح لبناء شخصية التلاميذ وتشكيل وعيهم وإكسابهم المفاهيم والمهارات والسلوكيات المرغوبة .
ومن هذا المنطلق ولتطوير وتحسين العملية التعليمية يهدف تنمية جميع جوانب شخصية المتعلم المعرفية والمهارية والوجدانية، فقد صدر القرار الوزارى رقم "313" بتاريخ 7/9/2011 بشأن إعادة تنظيم التقويم الشامل لمرحلتى التعليم الأساسى " الابتدائية والإعدادية " وفى هذا الإطار تم تنفيذ هذا الدليل ليكون نموذجاً جديداً وفعالاً فى تشكيل وعى التلاميذ وممارستهم الاجتماعية بما يساعد على تخريج جيلاً يقدر أهمية المهارات التى تساعد على التكيف مع المجتمع الذى يعيشون فيه وكذلك تنمية القدرات اللازمة لتنمية الفرد فى مختلف المجالات الأمر الذى ينعكس بدوره – بطبيعة الحال- على تنمية المجتمع وتطوره .
أولادنا أغلى وأهم ما نملك فى الحياة ، ويعد الاهتمام بهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم وإكتشاف مواهبهم، بالإضافة إلى إمدادهم بالمعلومات والسلوكيات التى تمكنهم من التعامل مع كل مايحيط بهم يأتى على قمة اهتمام المسئولين عن ذلك فى جميع مؤسسات المجتمع .
ولعل من أكثر المسئولين عن ذلك هم التربويين ، الذين يقع على عاتقهم مسئولية تربية وتعليم الأجيال ، وتنمية الوعى وتكوين الاتجاهات . ومن هنا فإن مسئولية الأخصائى الاجتماعى تتعدى مسئولية الجانب الإدارى إلى رسالة التثقيف والتنوير الاجتماعى والثقافى .
ولأن وعى التلاميذ لايتم إلا من خلال دعم الأنشطة المدرسية المتعلقة بتطبيق السلوكيات وتنمية المهارات الاجتماعية المختلفة وكذلك لايتم اكتساب المفاهيم إلا من خلال الممارسة العملية والتطبيقية لها، لذا فمن الأهمية تدريب تلاميذنا على هذه الأنشطة تدريباً عملياً لتحقيق الربط بين ما يدرسه التلميذ وما يعيشه فى بيئته ومجتمعه حتى يكون التلاميذ أنفسهم قادة لنشر الوعى البيئى والسياسى والاجتماعى والثقافى .. إلى غير ذلك .
وفى هذا الإطار يأتى هذا الدليل مركزاً على موضوعات خدمة المجتمع وهى غاية فى الأهمية وتتمثل فى التعرف على الذات والآخرين والمهارات الحياتية والمواطنة والتطوع والمبادرات التطوعية بما فى ذلك من معلومات ومهارات واتجاهات يمكن اكتسابها وتنميتها.
فلسفة الدليل
بنى هذا الدليل وأنشطته التى تتمركز حول التلميذ على التعلم من خلال تنمية خبرة التلميذ وثقافته العلمية، ويتكون من موضوعات فى شكل مشروعات يهتم كل منها بموضوع محدد عن طريق أنشطة يشارك فيها كل التلاميذ، وذلك على أساس تقسيم المراحل إلى ثلاث مراحل دراسية – وهى المرحلة الأولى، التى تشتمل على الثلاث سنوات الأولى من الصف الأول للثالث الابتدائى، والمرحلة الثانية، وهى من الصف الرابع إلى السادس ثم المرحلة الثالثة، وهى من الصف الأول الإعدادى إلى الثالث الإعدادى .
ومن خلال مشاركة التلاميذ أنفسهم فى الأداء والمشاركة فى إيجاد الحلول والتفاعل بينهم وبين البيئة المحلية التى يعيشون فيها وكذلك المجتمع بأسره واتخاذ القرارات بشأنه، يدخلون فى مراحل من التفكير والتمعن وممارسة بعض الأنشطة والتخطيط لها، كما أن الدليل ينقل العمل من داخل الفصول إلى مجمع التلاميذ وبيئتهم المحيطة بما فيها الأسرة والبيئة المحلية . الأمر الذى يؤدى إلى تولد خبرات جديدة، وتواصل يساعد على حدوث المتعلم وحدوده وتكوين الآراء وتكوين الاتجاه الإيجابى نحو كل موضوع .
أهداف الدليل :
ويمكن صياغة أهداف الدليل فى النقاط التالية :
1- استكمال جوانب التنمية لشخصية التلميذ/ الطالب من عدة نواحى: الجانب المعرفى / الجانب المهارى / الجانب الوجدانى .
2- تعويد الطلاب/ التلاميذ على العمل بروح الفريق .
3- دعم مفهوم العمل التعاونى .
4- يمنح أبنائنا القدرة على اتخاذ القرار .
5- ربط المجتمع ببيئة المدرسة وبيئة المجتمع المحلى .
6- التواصل مع مؤسسات المجتمع المدنى لتحقيق المشاركة المجتمعية .
7- دعم مفهوم الولاء والانتماء للوطن .
8- تحقيق مبدأ المواطنة ليعرف الطالب/ التلميذ ماله من حقوق وما عليه من واجبات.
9- إيجاد علاقة تعاقدية بين المدرسة والهيئات والوزارات التى تستطيع أن تقدم خدمات لأبنائنا الطلاب/ التلاميذ.
مثال :
• وزارة البيئة ( لتشجير وتجميل المدرسة ).
• وزارة الصحة ( تقديم الوعى والتثقيف الصحى وتعليم الطلاب الإسعافات الأولية ودعم المدرسة ببوسترات دعائية وإعلامية) .
• المجلس الأعلى للشباب والرياضة ( رعاية الموهوبين والمتفوقين رياضياً).
• وزارة التضامن الاجتماعى ( تقديم الدعم المادى، والمعنوى للحفاظ على الاستمرار فى الدراسة ومواجهة ظاهرة التسرب من التعليم ).
10- تحقيق حالة طبيعية من التكيف الاجتماعى والتوازن النفسى بين الطلاب وأقارنهم بالمدرسة .
11- تعليم الطلاب / التلاميذ الالتزام بدستور المدرسة، واحترام اليوم الدراسى وتوعيتهم بأهمية النشاط الاجتماعى كمدخل للتفوق الدراسى .
12- رعاية الطلاب/ التلاميذ الموهوبين فى الأنشطة، ودعمهم فى الاستمرار فى التميز والتفوق.
ويتضمن الدليل مشروعات وبرامج إثرائية تنمى الموهبة وتصقلها ، فهو استرشادي للأخصائى الاجتماعى فى كيفية تفعيل نشاط خدمة المجتمع ، وهو يوضح لك الرؤية لتحقيق أهداف خدمة المجتمع ويحقق رسالتك فى إعداد طالب/ تلميذ قادر على تحمل المسئولية ومواجهة تحديات المستقبل، والدليل نتاج فكرك وجهودكم مصحوب بخبرة أساتذة خبراء المناهج للمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية وخبر مستشار التربية الاجتماعية والسادة الموجهين العموم والأوائل والموجهين المتابعين متمنيين لكم التوفيق فى تفعيل هذا الدليل وتحقيق الأهداف المرجوة .